لماذا لا نستطيع نحن أن تكون مباشرة جلبت الى ملكوت الله منذ نحن نخلص بالإيمان؟

لماذا لا نستطيع نحن أن تكون مباشرة جلبت الى ملكوت الله منذ نحن نخلص بالإيمان؟

بقلم: سافريو- إيطاليا

يظن بعض المسيحيين أنه طالما أنهم قبلوا خلاص صليب الرب يسوع، فإنهم يعترفون شفهيًا بالرب ويؤمنون به في قلوبهم، ومن ثم يَخلُصون ويتمكنون من دخول ملكوت السموات. هناك أيضًا أساس كتابي لهذا الاعتقاد، وهو: "لِأَنَّكَ إِنِ ٱعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِٱلرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ ٱللهَ أَقَامَهُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ. لِأَنَّ ٱلْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ، وَٱلْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلَاصِ" (رومية 10: 9-10). لذلك، يؤمنون بقوة أكبر بأن الذين يُخلصون بالإيمان يمكنهم دخول ملكوت السموات. ولكن هناك بعض المسيحيين الذين ما زالوا في حيرة من أمرهم، ويعتقدون أنه، نظرًا لأنه بإمكاننا التهور وأن نفقد أعصابنا على الناس كل يوم، لدرجة أننا لا نستطيع حتى أن نُظهر لأفراد عائلتنا التسامح والصبر، وبإمكاننا قول الأكاذيب لخداع الآخرين في حياتنا اليومية، فهل يستطيع مثل هؤلاء الذين يعيشون في الخطية أن يدخلوا ملكوت الله؟ دعونا نحظى بشركة حول هذا الموضوع اليوم.

كما يعلم جميع الذين يؤمنون بالرب بإخلاص؛ في إيماننا بالرب، علينا أن نبني كل ما نفعله على كلام الله، لأن كلمة الله هي أساس إيماننا بالله والمعيار الذي سندخل به الملكوت السماوي. ماذا يقول الله إذًا عن دخولنا الملكوت السماوي؟ قال الرب يسوع: "لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ. بَلِ ٱلَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ" (متى 7: 21). " ٱلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ ٱلْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ. وَٱلْعَبْدُ لَا يَبْقَى فِي ٱلْبَيْتِ إِلَى ٱلْأَبَدِ، أَمَّا ٱلِٱبْنُ فَيَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ" (يوحنا 8: 34-35). "إِنِّي أَنَا ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي أَصْعَدَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لِيَكُونَ لَكُمْ إِلَهًا. فَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لِأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ" (لاويين 11: 45). وفقًا لكلمات الله، يمكننا أن نتأكد من أن الأشخاص الذين يؤمنون بالرب في قلوبهم فحسب، والذين يصلّون لفظيًا للرب، والذين يرتكبون الخطايا بشكل يومي متكرر، لا يمكنهم دخول ملكوت الله. لأن الله قدّوس، وغير مسموح مطلقًا لأي خاطئ بالدخول إلى ملكوته، وهذا ما يقرره شخص الله البار. لذلك نحن قادرون على التفكّر في أنفسنا في ضوء كلمات الله، لنرى ما إذا كنا مستوفين لمعايير دخول الملكوت السماوي أم لا.

بعد أن نقبل الفداء من الرب يسوع، غالبًا ما نقرأ الكتاب المقدس، ونصلّي ونحضر الاجتماعات، ونعترف ونتوب للرب، ويكون لدينا انضباط ذاتي، وبالتأكيد نختبر العديد من التغييرات في سلوكنا، مثل الامتناع عن السرقة والنهب والعِراك والاعتداء اللفظي على الآخرين، وعدم التدخين، وعدم شرب الكحول، وإظهار التسامح والصبر مع الآخرين. كما يقوم بعض الأشخاص في كثير من الأحيان بتقديم تبرعات نقدية، بل يكرّسون سنوات شبابهم للعمل والوعظ في الكنيسة. ولكن هناك حقيقة واحدة لا يمكن التغاضي عنها: عندما يأتي شيء يمس المال أو الشهرة أو الثروة، لا يمكننا أن نمنع أنفسنا من التخطيط ضد بعضنا البعض، والتنافس مع بعضنا البعض من أجل الربح، وفي تعاملنا مع أشخاص آخرين، يمكننا في كثير من الأحيان الكشف عن الغطرسة والغرور، ويمكننا الاستخفاف بالآخرين والتقليل من شأنهم، على الرغم من أننا قد نؤمن بالله وتتبعه اسميًا، إلا أنه ما زال بإمكاننا اتباع الناس، والتطلع إلى الناس والشغف بالناس. عندما نخدم الرب، يظل بإمكاننا السعي وراء النفوذ والمكانة، والسعي إلى التقدير الكبير. في مقاربتنا للمهام التي أوكلها إلينا الرب، ما زال بإمكاننا التصرف بناءً على تفضيلاتنا وعواطفنا، ولا يزال بإمكاننا أن نتعامل بفظاظة وطيش. عندما تصيبنا المصائب، سواء أكانت طبيعية أم من صنع الإنسان، يمكن أن ينشأ سوء فهم ولوم لله في قلوبنا، لدرجة أننا حتى ننكر الله ونخونه، وهكذا. ألا تثبت هذه السلوكيات والتعبيرات الكثيرة والكبيرة، أننا ما زلنا خطاة؟ كيف يمكننا القول إننا استوفينا شروط الدخول إلى الملكوت السماوي؟ لذلك، فإن فكرة "أننا نخلص بإيماننا ويمكننا دخول الملكوت السماوي" تأتي فقط من مفاهيمنا الخاطئة وتصوراتنا.

بقراءة مقطع من كلمات الله، سيمكننا فهم السبب وراء عدم دخول أولئك الذين يخلصون فقط بالإيمان إلى ملكوت الله. تقول كلمات الله: "في الوقت الذي كان فيه عمل يسوع هو فداء كل البشر، غُفِرَت خطايا كل مَنْ آمن به؛ فطالما آمنتَ به، فإنه سيفديك. إذا آمنتَ به، لن تصبح خاطئًا فيما بعد، بل تتحرر من خطاياك. هذا هو المقصود بأن تخْلُص وتتبرر بالإيمان. لكن يظل بين المؤمنين مَنْ عصى الله وقاومه، ومَنْ يجب أن يُنزَع ببطء. لا يعني الخلاص أن الإنسان قد أصبح مملوكًا ليسوع بأكمله، لكنه يعني أن الإنسان لم يعد مملوكًا للخطية، وأن خطاياه قد غُفِرَت: إذا آمنت، لن تصبح مملوكًا بعد للخطية".

كلمات الله واضحة كالشمس. في الواقع، أدى الرب يسوع عمل الفداء بشكل أساسي لخلاص الإنسان من الناموس والوصايا، بحيث لم يعد الإنسان يُدان أو يُحكم عليه بالموت. لأنه في نهاية عصر الناموس تم إفساد البشر أكثر فأكثر على يد الشيطان، ولم يعودوا قادرين على الالتزام بالناموس، فقد واجهوا جميعًا خطر حكم الموت بموجب الناموس. لقد خلق الله البشر ليعيشوا حياة طبيعية على الأرض حتى يتمكنوا من عبادته؛ إذا حكم على الجميع بالموت بحسب الناموس، فإن المعنى الكامن وراء خلق الله للبشرية قد ضاع. لذلك تجسد الله شخصيًا لأداء العمل الذي أدى إلى إنهاء عصر الناموس وبدء عصر النعمة، والذي خلّص الإنسان من خطر حكم الموت بحسب الناموس. بعد ذلك، وطالما قبل الناس خلاص الرب يسوع، يصبحون مؤهلين بعد ذلك للصلاة إلى الرب، والاعتراف بخطاياهم والتوبة عنها أمام الرب، ومن ثم يمكن مغفرة خطاياهم، وبالتالي فقد خلصوا. كما قال الرب يسوع: "لِأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ ٱللهُ ٱلْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ. لِأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ ٱللهُ ٱبْنَهُ إِلَى ٱلْعَالَمِ لِيَدِينَ ٱلْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ ٱلْعَالَمُ". (يوحنا 3: 16-17). الله يحبنا، ولخلاصنا من عبودية الناموس، تجسد شخصيًا وأصبح ذبيحة خطيتنا. لذلك، إن خلاصنا عن طريق إيماننا بالرب يسوع يعني في المقام الأول أننا قد هربنا من لعنة الناموس، وأن الله لم يعد يعتبرنا خطاة. مثلما يمكن أن يعفو قاضٍ مُحسِن عن المجرم الذي ارتكب جميع أنواع الجرائم ويبرئه، فإن هذا لا يعني أنه لن يرتكب جريمة مرة أخرى. مثلما غفر لنا الرب يسوع خطايانا، وما زلنا قادرين على الخطية بشكل متكرر، ولم يتم اقتلاع طبيعتنا الخاطئة، ولم يتم تطهيرها بعد، وبالتالي لا يمكننا دخول ملكوت الله.

عند هذه النقطة، قد يقول بعض الإخوة والأخوات: "يمكننا بالتأكيد أن نرى من الشركة المذكورة أعلاه أن خطايانا قد غُفرت بسبب فداء الرب يسوع، وأننا خَلُصنا بإيماننا. ومع ذلك، ما زال بمقدورنا ارتكاب الخطايا بشكل متكرر، ولا يمكننا بالتأكيد الدخول إلى ملكوت الله. فكيف يمكن تطهيرنا ودخول ملكوت الله"؟

بقراءة عدة مقاطع من الكتاب المقدس، سنعرف إجابة هذا السؤال. قال الرب يسوع: "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ، لِأَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ" (يوحنا 16: 12-13). "لِأَنَّ ٱلْآبَ لَا يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ٱلدَّيْنُونَةِ لِلِٱبْنِ" (يوحنا 5: 22). مكتوب في رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 5: "أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ بِقُوَّةِ ٱللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلَاصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي ٱلزَّمَانِ ٱلْأَخِيرِ". وفي عبرانيين 9: 28 مكتوب: "هَكَذَا ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلَا خَطِيَّةٍ لِلْخَلَاصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ". من هذه الآيات، يمكننا أن نرى أن الرب سيعود في الأيام الأخيرة، وأنه سيعبّر عن المزيد من الحقائق للكنائس، وسيستخدم الحق لأداء عمل دينونة الإنسان. يريد الله أن يعالج شخصياتنا الفاسدة حتى يتم تطهيرنا تمامًا، ويمكننا الصعود إلى الملكوت السماوي. هذا هو خلاص الأيام الأخيرة.

يقول الله: " لقد غُفِرت خطايا الإنسان من خلال الله المتجسد، ولكن هذا لا يعني أن الإنسان بلا خطية بداخله. يمكن أن تُغفر خطايا الإنسان من خلال ذبيحة الخطية، ولكن لم يكن الإنسان قادرًا على حل المشكلة المتعلقة بكيفية ألا يخطئ مجددًا أو كيف يمكنه التخلص من طبيعته الخاطئة تمامًا ويتغير. غُفرت خطايا الإنسان بسبب عمل صلب الله، ولكن استمر الإنسان في العيش بالشخصية الشيطانية الفاسدة القديمة. وعليه، يجب على الإنسان أن ينال الخلاص بالكامل من الشخصية الشيطانية الفاسدة لكي يتم محو طبيعته الخاطئة بالكامل ولا تعود تظهر أبدًا، وهكذا تتغير شخصية الإنسان. هذا يتطلب من الإنسان أن يفهم طريق النمو في الحياة، وطريق الحياة، والطريق لتغيير شخصيته. كما يحتاج الإنسان أن يتصرف وفقًا لهذا الطريق، لكي تتغير شخصيته تدريجيًّا ويمكنه أن يعيش تحت بريق النور، وأن يقوم بكل الأشياء وفقًا لمشيئة الله، حتى يتخلَّص من شخصيته الشيطانيَّة الفاسدة، ويتحرَّر من تأثير ظلمة الشيطان، وبهذا يخرج بالكامل من الخطيئة. وقتها فقط سينال الإنسان خلاصًا كاملًا".

كلمات الله واضحة جدًا. في عصر النعمة، أدى الرب يسوع عمل فداء البشرية، ومن ثم فقد خلّصنا من خطر حكم الموت بموجب الناموس والوصايا. طالما أننا نقبل خلاص الرب، فإننا لم نعد خطاة، ونحن نَخلُص بسبب ذبيحة الخطية التي قدمها الرب يسوع. ومع ذلك، ما زال لدينا شخصيات فاسدة مثل الغطرسة والغرور والخداع والشر والجشع، ولذا فإنه لا يزال بمقدورنا ارتكاب الخطية، ولا يمكن أن نكون متوافقين مع الله ولا ندخل ملكوته. إذا كنا نريد أن نخلِّص أنفسنا من روابط الخطية تمامًا، ولم نعد نسيطر على شخصياتنا الشيطانية الفاسدة، ولم نعد نعيش من خلال الفلسفات الشيطانية، فعلينا أن نقبل عمل الله للدينونة في الأيام الأخيرة، وأن نسمح لشخصياتنا الفاسدة بأن تتغير من خلال الحقائق التي عبّر عنها الله، وأخيرًا تكون قادرًا على معرفة الله وطاعته حقًا وعبادته. بعد ذلك، وعندها فقط، يمكننا القول إننا قد نلنا خلاص الله الكامل، وعندها فقط سنتمكن من دخول ملكوته.

إنني على ثقة أنه من خلال شركة اليوم، سيكون لدى الجميع الآن في قلوبهم الإجابات عن الأسئلة: "هل يمكن لأولئك الذين خَلَصوا بالإيمان أن يدخلوا ملكوت الله"؟ و"كيف يمكننا أن ندخل ملكوت الله"؟ شكراً لقيادة الله!

إذا كنت تريد معرفة المزيد عن سر ملكوت الله، اقرأ المزيد على صفحة دخول ملكوت السماوات، أو في المقالات التالية.

المصدر مأخوذ من: دراسات فى الكتاب المقدس

0コメント

  • 1000 / 1000